العيش في لندن وأشياء لا يمكنك التحكم فيها


العيش في لندن وأشياء لا يمكنك التحكم فيها

توجد عدة أشياء في الحياة يمكنك التحكم فيها. أين تعمل. ماذا تأكل. مظهرك. كما توجد أشياء خاصة في الحياة، عبر ملابسات مختلفة، تفقد السيطرة عليها.

هذا حدث معي عندما وصلت للمنزل من العمل في إحدى الأمسيات بمعدة خاوية مثل خواء محفظتي، وأنا أفكر في حياتي في إيطاليا. رائحة البيتزا وهي تخبز في الفرن وأنا أدخل إلى منزل عائلتي الدافئ المليء بالحيوية في فيرونا هي ذاكرة بعيدة، وأنا أجر حذائي الثقيل لأصعد إلى غرفة نومي في لندن، محاولة تجنب الرائحة البشعة لزميلتي في السكن وهي تقوم بقلي كوكتيل بشع من الدجاج والثوم. حمداً لله، تمكنت من الصعود قبل أن تلصق الرائحة البشعة نفسها في سترتي. وأنا أجلس في غرفتي فكرتُ أن رائحة منزلك هي أول شيء تفقد السيطرة عليه في لندن. فمصدر الروائح المختلفة التي تطفو عبر المنزل هي زميلتي بالسكن.

مع 8 مليون نسمة يعيشون في لندن، أتساءل ما الذي يجعلني أن ينتهي بي الحال إلى مشاركة نفس السقف مع زميلتي في السكن. ويستمر المشهد في عرض كيف أن الأشياء التي تعتبرها من المسلمات، مثل العيش مع أصدقائك وعائلتك، هي الآن بعيدة عن سيطرتك مثل المشكلات الاقتصادية (الأجر الذي تتقاضاه من الحانة) والأهمية الجغرافية (مثل بُعد الحانة المفضلة لديك) تُملي عليك أين ومع من تسكن.

بقدر ما تأتي للمنزل لتبدو كغريب حيث أن من أسكن معهم أحياناً يزعجونني، إنها تلك التجارب المختلفة التي تذكرني بسبب قيامي بتلك الرحلة شمالاً إلى لندن. إنهم الأشخاص الذين تقابلهم والروائح الغريبة التي تشمها والتي تذكرك بأنك تعيش في أكثر مدينة بها تنوع ثقافي في العالم وقد أصبحت على وعي كامل بأن الأشياء التي لا يمكنك السيطرة عليها هي ما تجعل حياتك شيقة.