إيطالي في لندن: حياة الحانات


أول ما أتيت إلى لندن أردت إيجاد وظيفة مكتبية قبل أي وظيفة أخرى. أردت أن أحيا حياة كحياة الناس جميعًا؛ أستيقظ مبكرًا وأنهي عملي عند السادسة وأنطلق في إجازة نهاية الأسبوع.

حسنًا؛ لم تجري الأمور في الواقع كمثل ما أردت. أول وظيفة وجدتها بعد الكثير من المقابلات كانت في حانة، ولم تكن هذه الحانة عادية بل كانت من أشد الحانات ازدحامًا في محيط كينجس رود في منطقة تشيلسي الراقية.

وأصبح ذلك أفضل شيء ربما أكون قد اخترته. وبعدما تركت الحانة قضيت سنة في مكتب ثم قررت العودة إلى الضيافة وإدارة حانة.

يعني العمل في حانة أنه يجب عليك الاستعداد لرؤية أشياء لم يسبق لك أبدًا رؤيتها: حفلات كئيبة يسكر فيها الجميع، أناس يقصون عليك قصصًا عن حياتهم (حتى القصص التي لا تريد معرفتها)، أناس يشكون طعامهم وشرابهم، أناس لا يكفون عن طرح الأسئلة، أناس يسكرون حتى الثمالة ويتم إبعادهم عن الحانة.

وهذا يعني العمل في المساء وفي أجازات نهاية الأسبوع والتعامل مع الناس مدة 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع، ويعني الوقوف على قدميك ساعات طوالاً. وهذا يعني أن تتجول وابتسامتك مرسومة على وجهك بغض النظر عما حدث لك؛ لأن الناس يريدون أن يمرحوا في الحانة.

إنها حياة قاسية جدًا؛ علي الاعتراف بذلك. أتساءل في بعض الأحيان؛ لم تركت وظيفتي التي تبدأ من 9 وتنتهي في 6 ومقعدي المريح جدًا في المكتب بهدف الانخراط في تنظيم الحفلات وإدارة حانة.

ولكن من ناحية أخرى؛ من اللطيف أن تعمل في ساعات مختلفة ويكون الصباح كله بين يديك وتبدأ العمل في السادسة مساء. من اللطيف ألا تكون مضطرًا للتخطيط لكل يوم، ومن الجميل أحيانًا أن تعمل أثناء أجازات نهاية الأسبوع. تدخر أموالاً – وهم المهم – ولا تشعر بالوحدة وهو الأمر الذي على المغتربين أن يتعاملوا معه كثيرًا.

أضف إلى ذلك؛ يجعلك العمل في منشآت إنجليزية مثل الحانات أن تصبح جزءًا من الثقافة وتحسن مستواك كثيرًا في اللغة الإنجليزية. سوف تتعرف على أناس كثيرين، ولن تشعر أبدًا بالوحدة، ويصبح من تعمل معهم في مقام عائلتك.

إذن فإذا تنوي الذهاب إلى المملكة المتحدة؛ لم لا تفكر في العمل في حانة لفترة؟ إنها تجربة سوف تذكرها بقية حياتك.

Image: PrettyUglyDesign