إيطالي في اسكتلندا: يعود إلى الوطن


مهما طال غيابي أو مهما بعد سفري، مجرد هبوط الطائرة على التراب الإيطالي دائمًا ما يجعلني أشعر بأنني في موطني. الجلوس على مائدة العشاء التي نشأت معها والنوم في نفس الفراش الذي قضيت فيه نصف حياتي هو شعور دائمًا ما سأدخره ذخرًا. لكن العيش في الخارج هو الذي يجعل الوطن أكثر متعة.

إن إغراء رؤية أشياء جديدة، ومقابلة أشخاص جدد، وتعلُّم لغات جديدة هي إجابيات رئيسية للمعيشة في الخارج. والآن، بعد سنوات من قضاء إجازاتي في زيارة أصدقائي وأسرتي في وطني، اكتشفت أن إحدى الإيجابيات الكبرى الإضافية للمعيشة في المملكة المتحدة هي أنها تجعلني أقدر المكان الذي نشأت فيه.

طهي والدتي، ودروس الحياة الهامة التي أستقيها من والدي، وثرثرة الأصدقاء في الشأن المحلي، بل حتى طعم ورائحة بعض الطعام والشراب هي أشياء كنت أعتقد أنها من البديهيات. فالعودة إلى منزل أسرتي، والمرور بالسيارة على مدرستي القديمة يذكرني بنشأتي، والقيم الهامة التي اعتنقتها عبر نشأتي في مثل هذه الأجواء المحيطة.

وبقدر استمتاعي بالمدينة التي أعتبرها موطني، فإنها هذه الزيارات القصيرة إلى وطني هي التي تذكرني بدوافعي للمعيشة في ثقافة أجنبية. فلا يمكنني إلا أن أشعر بأن حياتي في إيطاليا كانت فصلا انتهى (الآن على الأقل) وأنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من فرص الحياة، يجب علي أن أخرج من المنطقة التي تبثني الأمان، لأتعلَّم لغة جديدة، وأرى ما يمكن أن تقدمه بقية أنحاء العالم.

وذلك، لأن في نهاية اليوم، وطني وكل ما يوفره سيكون هناك دائمًا.

Image: RickC