إيطالي في لندن: هل أمكث أم أذهب؟
دائمًا ما تأتي أوقات على المرء يبدأ يفكر فيها بشأن حياته، عن قراراته في الماضي، عن مستقبله. تسأل نفسك: لم فعلت هذا ولم أفعل ذاك؟ هل أنا متأكد أنا هذا ما أريد؟
وهناك وقت تبدأ فيه أيضًا تتساءل هل حان الوقت الذي تغير فيه شيئًا في حياتك. وهناك وقت بعد قضاء ثلاث سنوات في لندن؛ عندما تبدأ في التفكير بشأن الانتقال أو المكوث أو العودة إلى الديار.
وهذا هو الوقت الذي أمر به الآن. بدأت أتساءل حيال ما علي فعله في حياتي.
جميلة هي لندن وأنا أحبها، ولكن من ناحية أخرى أرى طبيعة العيش فيها قاسية، تشعر بالوحدة أحيانًا حتى وإن كنت محاطًا بكثير من الناس. تشعر وكأنك محبوس في مدينة كبيرة ومتسعة جدًا ومفعمة بالطاقة.
حيث إن لندن تعطيك الكثير، ولكنها تأخذ منك بقدر ما تعطي: طاقتك، وقتك، مشاعرك. هناك لحظة تجد فيها جميع أصدقائك وأفضل أصدقائك وأصدقائك الذين عاشرتهم طويلاً، من كانوا في انتظارك أول ما وصلت، من عرّفوك بما حولك وأرشدوك عند أول خطوات تخطوها بالمدينة؛ جميعهم، يقرروا أن يعودوا إلى ديارهم أو ينتقلوا إلى مكان آخر. عندئذ تعرف أنك فجأة في وقت اتخاذ القرار.
حتى لو كانت لندن من المدن المليئة بالفرص، وكل مكان تذهب إليه فيها تجد شيئًا تفعله؛ إلا إنها أيضًا المكان الذي عشت به ودائمًا ما أحس أن ثمة خطب سيحدث ودائمًا هناك شيء أقلق بشأنه. شقة جديدة، وظيفة جديدة، أصدقاء جدد.
يرى بعض الناس أن جذور حياتهم سوف تثبت في لندن إلى الأبد، ولكني لا أقدر أن أرى مثلما يرون. لقد كانت لندن بداية موفقة، ولكني لا أحب أن أعلق فيها. إنها لا تناسبني.
ولهذا قررت أن أذهب إلى مكان آخر. حتى لو كانت لندن هي حبي الأول، حتى لو ضحكت فيها كثيرًا وبكيت كثيرًا، وتواردت علي عواطف كثيرة في هذه المدينة لم يتوارد علي مثلها من قبل؛ إلا أني أرى أنه حان الوقت للانتقال إلى مكان آخر وعيش تجربة الحياة خارجها وترك مكاني في هذه المدينة لشخص آخر.
لذا قررت أنه علي الذهاب، وإدنبرة هي محطتي التالية. تمنوا لي حظًا سعيدًا!
Image: CleftClips