الموضوع المفضل لدى البريطانيين التحدث عن حالة الجو


التحدث عن حالة الجو والتفكير في نوعية الأمطار الذي ستهبط علينا اليوم أو الغد أو حتى على مدار الستة أشهر القادمة هو جزء لا يتجزأ من الثقافة الإنجليزية مثله مثل لحم الأحد المحمص أو شرب الجين والتونيك.

والسؤال عن حالة الجو في إنجلترا ليس سؤالاً عاماً في الحقيقة بل يعني تحديداً متى سيهبط المطر.

فعدم تذكرك لإحضار الشمسية معك من البيت في المملكة المتحدة مثله مثل نسيانك لمحفظتك، تشعر أنك ضائع بدونها.

وذلك حيث إن حالة الجو يسهل توقعها في هذه البلاد حتى أن مجرد شعاع وحيد من الشمس قد يغير من مزاج الجميع. فيبتهج الجميع ويخرجون إلى الحدائق في نزهات ويتركون مكاتبهم أثناء استراحات الغداء. فالشمس في إنجلترا تجعل منها دولة أخرى تماماً.

حتى وإن كانت الشمس ساطعة فتأكد أن البريطانيين سوف يواصلون استطلاع الأحوال الجوية فهم يعلمون أن تلك اللحظة الرائعة من الاستمتاع بضوء الشمس لن تدوم إلى الأبد. فهاهم يتحققون من حالة الجو على هواتفهم الذكية ليروا إن كانت راحة الغداء في اليوم التالي سوف تكون في المكتب أو إذا كان عليهم أن يجلبوا معهم المظلات إلى البيت من العمل حتى تكون معهم في صباح اليوم التالي.

وقد أصابني أنا أيضاً ذلك الولع باستطلاع توقعات الأرصاد الجوية. فأنا الآن أتحقق من هاتفي الذكي كل صباح حتى أرى إن كان ينبغي على أن أرتدي ثلاث سترات أم سترة وحدة وما إن كنت سأرتدي هذا الحذاء أم ذاك.

وها أنا ذا أتأقلم يوماً بعد يوم على الحياة في إنجلترا وأتأقلم مع جميع الأحوال الجوية التي أواجهها بها. كن على يقين أنه عندما تمطر السماء بغزارة فسوف أكون جافة تحت مظلتي وعندما تكون الشمس ساطعة فسوف أكون مستمتعة بوقتي وأنا أحتسي البيرة الباردة في الحديقة وابتسامتي تعلو وجهي وأنا أفكر إلى متى ستمتد هذه الظاهرة النادرة.